"ثم بعد هذا نظرت"، أي انتقل الرائي إلى مشهد جديد، رؤيا ثانية.
"وإذا قد انفتح هيكل خيمة الشهادة في السماء"، وهو الهيكل الذي كان يُحفظ فيه التابوت ولوحا الشريعة. وانفتاح هذا الهيكل في السماء يعني.
1. أن تابوت العهد الذي كان دائمًا يشير إلى حلول الله وسط شعبه، ولوحي الشريعة اللذين كانا يشيران إلى عدله ورحمته اللانهائيين تجاه البشرية، وخروج الضربات من هناك يكشف لنا أنها رغم ما اتسمت به من شدة وحزمٍ إلا أنها في منبعها تحمل مراحم الله ورأفاته واشتياقاته تجاه خلاص البشر.
2. يجد المؤمنون في هذا الهيكل لذتهم وسعادتهم، ومنه تخرج التأديبات والضربات.
3. لم تأت هذه الضربات بغير إنذار بل سبق أن أنبأنا عنها خلال الأنبياء.
"وخرجت السبعة الملائكة، ومعهم السبع الضربات من الهيكل،
وهم متسربلون بكتان نقي وبهي،
ومتمنطقون عند صدورهم بمناطق من ذهب.
وواحد من الأربعة المخلوقات الحيَّة
أعطى السبعة الملائكة سبعة جامات من ذهب
مملوءة من غضب الله الحي إلى أبد الآبدين.
وامتلأ الهيكل دخانًا من مجد الله ومن قدرته.
ولم يكن أحد يقدر أن يدخل الهيكل
حتى كملت سبع ضربات السبعة الملائكة" [6-8.]
هذا المنظر الملائكي يتناسب مع شخص ربنا يسوع اللابس الثوب إلى الرجلين والمتمنطق عند ثدييه بمنطقة من ذهب (1: 13) لابسين ثيابًا كتانية نقية وبهية، ومتمنطقين للخدمة. من هذا يظهر أن عملهم كعمل كهنوتي، لهذا فإن ما يقومون به من قبل الله هو للتأديب أكثر منه للانتقام.
1. لقد خرج السبعة الملائكة متهيئين للمهمة التي يُرسلون إليها.
2. سلمهم أحد الأربعة المخلوقات الحيَّة سبعة جامات.
3. ومع هذا لا يسكبوا الجامات إلا بعد صدور الأمر الإلهي. وهكذا يتأنى الله جدًا في تأديباته وفي الضربات التي يسمح بها.
أما الجامات فيقول عنها القديس إيرونيموس أنها أوانٍ لكل منها فم ضيق حتى لا ينسكب الغضب دفعة واحدة بل يفرغ منها قطرة، قطرة. لكن الأصل اليوناني يوضح أنها أوان مسلطحة وواسعة.
وأما امتلاء الهيكل دخانًا من مجد الله وقدرته حتى لم يقدر أحد أن يدخل الهيكل، فهو ليس بالأمر الجديد، بل رأيناه مرارًا في الكتاب المقدس، وهو يشير إلى:
1. عظمة الله وجلاله، فليس لخليقة ما أن تعترض على عمله، لهذا عند استلام الشريعة عندما نزل الرب على جبل سيناء، صار الجبل يدخن كله كدخان الأتون (خر 19: 18).
2. يشير الدخان إلى عدم إدراك الخليقة الأحكام الإلهية، وبهذا نرى أن هذه الضربات هي رموز إلهية لا نقدر أن نكتشفها كما هي إلا عند حدوثها، لأن مقاصد الله تعلو كل حكمة البشر.
1 ثم رايت اية اخرى في السماء عظيمة و عجيبة سبعة ملائكة معهم السبع الضربات الاخيرة لان بها اكمل غضب الله
2 و رايت كبحر من زجاج مختلط بنار و الغالبين على الوحش و صورته و على سمته و عدد اسمه واقفين على البحر الزجاجي معهم قيثارات الله
3 و هم يرتلون ترنيمة موسى عبد الله و ترنيمة الخروف قائلين عظيمة و عجيبة هي اعمالك ايها الرب الاله القادر على كل شيء عادلة و حق هي طرقك يا ملك القديسين
4 من لا يخافك يا رب و يمجد اسمك لانك وحدك قدوس لان جميع الامم سياتون و يسجدون امامك لان احكامك قد اظهرت
5 ثم بعد هذا نظرت و اذا قد انفتح هيكل خيمة الشهادة في السماء
6 و خرجت السبعة الملائكة و معهم السبع الضربات من الهيكل و هم متسربلون بكتان نقي و بهي و متمنطقون عند صدورهم بمناطق من ذهب
7 و واحد من الاربعة الحيوانات اعطى السبعة الملائكة سبعة جامات من ذهب مملوة من غضب الله الحي الى ابد الابدين
8 و امتلا الهيكل دخانا من مجد الله و من قدرته و لم يكن احد يقدر ان يدخل الهيكل حتى كملت سبع ضربات السبعة الملائكة